قد مر على عمري في هذه الدنيا خمسة و عشرون عاماً. ها انا اضع لكم بعض ما بين افكاري, عسى تمنعكم من تكرار اخطائي و تجعل منكم اشخاص افضل. فقرات المقالة متفرقه بين فقرات علمية و فقرات عن وجهات نظر و فقرات من تجارب و فقرات من للنصح و الارشاد.
بداية اشارك معكم هذه الابيات
دع الأيام تفعــــــــل ما تشــاء ….. وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجــــــــزع لحادثة الليالي ….. فما لحـــوادث الدنيا بقـــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ….. وشيمتك السماحة والوفـــاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ….. وسرك أن يكون لها غطـاء
تستر بالسخاء فكـل عيــــــب ….. يغطيه كمـا قــيــل السخـــاء
ولا تــــــر للأعادي قــط ذلا ….. فإن شماتة الأعدا بـــــــــلاء
ولا ترج السماحة مــن بخيل ….. فما في النــــــار للظمآن ماء
ورزقك ليـــس ينقصه التأني ….. وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يــدوم ولا ســرور ….. ولا بؤس عليك ولا رخــــاء
إذا ما كنــــت ذا قـلب قنـوع ….. فأنت ومالك الدنيا ســــــــواء
ومــــن نزلت بساحته المنايا ….. فلا أرض تقيه ولا سمــــــاء
وأرض الله واسعة ولــــكــن ….. إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغـــــدر كل حيــن ….. فما يغني عن المــوت الدواء
للامام الشافعي رحمه الله
بعد ربع قرن ,
اصغر منه, تحديدا ينظر لفئة بعمر العشرينيات و يعتقد ان عمرهم ما زال صغير! فيعتقد ان
هذا الانسان ما زال شاب و المستقبل امامه !
التفكير او القناعه من الامور المحبطة التي تدور في اوساط المجتمع. فهذا يحفز على
الكسل و الفشل و ايجاد اعذار مقنعه للأستمرار على الفشل. هل يعقل في هذا العهد و
التطور ان يستمر الانسان على عدم الانتاج و الاستسلام للفشل بعذر انه ما زال العمر
امامه؟ فأذا اردت الفشل , فأوجد لنفسك الاعذار !
نحن اليوم في القرن الواحد و العشرين , لا تؤجل اي عمل تريد القيام به اليوم.
خاصة, و ان كل اسباب تسهيل استثمار العمر متوفره بحياتنا اليومية و لا تكلفنا الا
الارادة و الاستمرار على استثمار اوقاتنا. لا انكر وجود اسباب خارج ارادتنا قد
تصعب علينا الاستفادة من اوقاتنا. لكن , اذا وجدت العزيمة و الارادة لتحقيق المراد
– فسوف تتلين كل العقبات امامنا و سنحقق ما نريد.
ايامنا تمر و نعيشها بخيرها و بشرها. تمر اوقات كثير من اعمارنا و اغلبنا يجري وراء جمع المال. نجمع المال و نصرفه على حساب وقتنا. لكن قل لي , هل كان يستحق كل هذا الوقت ان تصرفه من اجل جمع المال ؟ في مقابلة لمالك موقع علي بابا الصيني, سألوه ما اكثر شيء ندمت عليه في حياتك؟ فأجابهم ” كنت اصرف كل وقتي من اجل شركة علي بابا “.
اصرف جزء من وقتك دائماً بالعلم و تعلم, فالعلم ابقى من اي شيء. مهما كنت منشغلاً , تعلم كل يوم و لا تضيع يوم واحد بدون ان تتعلم شي جديد.
” العلم أبقى لأهل العلم آثاراً , يريك أشخاصهم رَوحا وإبكاراً
حيٌ وإن مات ذو علم وذو وَرَعِ , ما مات عبدٌ قضى من ذاك أوطارا ” ابيات للأمام أفلح بن عبدالوهاب رحمة الله عليه.
ايضاً , لا تنشغل عن اهلك. اهلك ابقى لك من كل اصدقائك و معارفك. فهم معك بالسراء و الضراء.
“و ما اكثر الاخوان حين تعدهم , ولكنهم في النائبات قليلُ ” – الشافعي رحمة الله عليه
الانسان تأثر عليها عدة عوامل. اولاً, الجينات الوراثية من الوالدين. ثانياً
,البيئة المحيطة و يشمل التربية التي يتلقاها و اسلوب الحياة التي يعيشها الى عمر
البلوغ. هنالك معلومات مختلفة عن اكثر العوامل تأثيراً على شخصية الانسان, فمن ما وجدت
بجانب الجينات و البيئه المحيطه انه حتى عمر السبع سنوات و يكون الطفل قد اكتسب مبادىء و اسلوب
الحياة. معلومات اخرى توضح التأثير على شخصية الانسان يكون حتى عمر 15 سنة. خلال
هذا العمر يكون الانسان قد تعلم الدين و الاخلاق و لديه نظام معين يمشي عليه
بحياته. فيكون التركيز على ما يحب و ما يهوى, فهو يستمر في شق طريقه بالحياة
بتخطيط او بدون تخطيط. سواء كان يحلم ان يكون يوماً ما مهندس او دكتور او غيرة من
الاحلام في الصغر. فمنهم من يستمر حتى سن الرشد ليحقق احلامه و اماله بالحياه, و
منهم من تغيره الايام و يترك احلامه و اماله.
امر مهم عن الاطفال و كل من هو دون ثمان سنوات. يكون هنا الطفل بمرحلة مهمه جداً لتكوين
النظام الداخلي لنفسه. فيعرف ان هذا امر خطا و هذا امر صواب. فعند التعامل مع هذا
الطفل , يجب ان يكون التعامل على اساس حب و تعزيز قدرات هذا الطفل. حتى في حالة
انه مشاغب و يستكشف كل ما حوله, يجب التعامل معه باللين و زرع التفكير في عقله
بالنقاش و تعليمه بالتوضيح. احذروا من ان تسألون الطفل مثلاً , اذا كسر شيء لماذا
كسرته !! هذا الاسلوب يعلم الطفل لأيجاد مبرر للاخطاء التي يقوم بها.
الصغاربأن يجعلون تربيتهم مبنيه على الامور الايجابيه. فمثلاً, عند مشاهدتهم
لأطفال الكرتون – يجب ان تكون برامج اطفال الكرتون من البرامج الهادفة الايجابية
التي تعلمهم الادب و الاخلاق. ليس كبعض اطفال الكرتون التي تخلق العدوانية في
الاطفال, فيخلق تأثير سلبي عليهم بالمستقبل.
عليك ان تجيبه بكل صبر و احذر احذر ان تخذله بالاجابة او تطلب منه ان يسكت او ان
تسخر منه ! فأنك ستقتل روح حب الاستطلاع والتعلم
لديه.
يشق
طريقه الانسان وفق لأصدقائه و يكون مصير مستقبله مرتبط فيهم و اهتماماتهم. قل لي
من هم اصدقائكم , اقول لك من انت !” مستقبلك , اصدقائك ” , 90% من
مستقبلك يعتمد على اصدقائك الذي تقضي وقتك معهم. هنا مستقبلك سيكون له تأثيراما
سلبي او اجيبي من اصدقائك. يختلف كثيرا ما يفضل الانسان ان يصرف وقته وحيدا, وهنا
الاشخاص الذين يحبون العزلة ,يكونوا اكثر انجازاً من الاشخاص الاجتماعيين. حتى
الاطفال او البالغين المنعزلين , فيكون مستقبلهم في ما صرفوا وقتهم فيه بطفولتهم.
بعضهم يستمر في الذهاب و المكوث بالمسجد , فيقضي بقية حياته كما نشاء.
و التجارب,
و الايام الصعبة, كل ما تواجه الانسان ضربات في ايامه و صعوبات و
عقبات , كل ما كان اقوى و اخذ تجارب اكثر للأيام القادمه. فليس العمر معيار
للمعرفة و التجارب. فقد تجد عامل مصنع يعمل في مصنع 20 سنه و عمره 45 سنه و معرفته
لا تخرج عن اطار معين , و تجد شاب عمره 18 سنه و يعرف ما لا يعرفه عامل المصنع.
لكن الفرق بينهم ان الكبير بالسن بالغالب يكون اكثر نضوج من الشاب الاصغر بالعمر.
عصر شبكة الانترنت و انتشار المعلومات بسهولة , هذا الجيل حتماً سيكون اذكى من
الجيل السابق. من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو باليوتوب و قراءة المقالات و
المنشورات و النصائح و غيرها من المعلومات التي هي منتشرة بوجهات نظر مختلفه. فهذا
سيؤدي ارتفاع المعرفة لدى المجتمع و خاصة الجيل الجديد. لكن لا اعرف هل سيحدث ما
قاله ألبرت أينشتاين “أخاف أن يأتي اليوم الذي تطغى فيه التكنولوجيا
على تواصلنا الإنساني، وعندها سوف يكون للعالم جيل من الأغبياء”.
ما استفدته في حياتي كان سببه قراءة الكتب المختلفة بمجالات اهواها مثل التاريخ و
الشعر و سير العظماء و خاصة الكتب المترجمة من اللغات و الثقافات الاخرى و
خاصة الصينية. اما من تقنية المعلومات, فقد اكتسبته من خلال مواقع الانترنت و
تبادل المعلومات و النقاش مع الاصدقاء, و كانت الاساسيات قد تعلمتها من الكتب التي
تشرح كل شيء بالتفصيل الدقيق للمبتدئين.
اخواني و اخواتي,,
جئت لأتحدث عن منهم بالعشرين بالمجتمع العربي. سأجد اغلبهم مع الاسف, شباب بلا
اهداف و كل اهتمامهم يتركز في كيف يقضون اوقات ممتعه , و قليل ان تجد من لديه اهداف
يعمل عليها و يطمح لتحقيقها. اغلب الشباب يقضون اوقاتهم مع بعضهم للمزاح و الضحك و
التحدث بالامور التي لا فائده منها, غالب مواضيع حديثهم يكون عن السياسه. هذا الذي
وجدته, في شباب اليمن و بعض الشباب من دول عربية مختلفه.
الشباب,
يجب
على الشباب ان يحددون اهدافهم و اسبب ليكون لهم غاية في هذه الحياه ! ما فائدة الانسان
الذي لا يقدم شيء لنفسه لأهله او لمن حوله
! ما فائدتي انا كأنسان ان اكون عاله على ابي و اهلي و المجتمع من حولي!! هل هناك
نتيجة حققتها؟؟ ماذا اريد ان اقدم لهذه
الامه ماذا قدمت لكي اكون شخص يستحق الحياة!!
شخصياً, لا اقبل ان اعيش كم تعيش الحيوانات , تأكل و تشرب و تنام و تنعم و تكرر
يوميات حياتها بنفس النمط حتى الموت ! افضل ان اموت على ان اكون شخص
عاله و في مزرعة حيوانات لا فائده مني.
كما اسلفت سابقاً, فلكل منا اهداف بهذه الحياه و قد رزقنا الله العمر , فلماذا لا يوجد غاية لحياتنا ! لماذا نضيع وقتنا و نتهاون بايامنا. ماذا ننتظر كل يوم ان نكرر نفس ما نعمله و ننتظر النتيجة ! لنتم حياتنا كالقطيع !
اصنع لنفسك اهداف تريد ان تحققها. لكي لا تندم عندما تصل الى عمر الشيخوخه و اعلم انك ستموت, اليوم او غداً.
” قال ابو قيس قرب اخر ايامي , من دون ما حققت نفسي مراميها “
فجد لنفسك غاية , لتحقق هدف و يبقى خيره بعد ان تغادر هذه الدنيا.
رأيي في ماذا يجب ان يفعله الشباب بمختلف اعمارهم
قبل كل شيء, عليك ان تعرف, ان الوقت لن يعود !
اولاً :- القراءة ثم القراءة ثم القراءة !
الا يكفي ان نعلم ان اول كلمة بالقرأن الكريم كانت اقرأ ! ابحث بالانترنت و اعرف لماذا اخترت القرأة اولاً.
ثانياً :- الجليس الصالح , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ”.
ايضاً , قال الامام الشافعي رضي الله عنه , عدو عاقل خير من صديق جاهل !!
ثالثاً:- حافظ على صحتك!
اتذكر بالمدرسة بصف اول ابتدائي , تعلمت هذه العباره ” العقل السليم بالجسم السليم “
حافظ على صحتك و اشرب الماء دائماً , لكي تموت بصحه جيده. هل تريد ان تبقى مريض لسنوات فوق فراش , حينها بكل لحظة تتمنى ان يأتيك الموت !
رابعاً:- لا تضيع وقتك !
يقول الامام محمد الغزالي رضي الله عنه
“أتدري كيف يُسرق عمر المرء منه؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده، ولا يزال كذلك حتي ينقضي أجله، ويده صِفر من أي خير “
خامساً:- ليس المال كل شيء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ.
كلاً منا يعيش ظروفة الخاصة و نتعرض لتأثيرات مختلفة. يستحيل ان تلوم اهلك على ما انت فيه. فلو اطلعت على اغلب العظماء بالعالم و من حققوا انجازات عظيمة, لوجدتهم اكثر الاشخاص الذين عاشوا ظروف صعبة جداً. وليس بالضروره ان يكون ماضيك ايام صعبه حتى تكون منجز بهذه الحياه. فايضاً, هناك الكثير من العظماء الذين حققوا انجازات عظيمة و كانت حياتهم غنية و ميسره.
كان ابي و ما زال يشجعني على القرأه و التعليم, و حتى في صغر سني اذا طلبت ان اشتري اي كتاب , لم يقول لي يوم في حياته لا! حتى و ان كان الكتاب سعره باهض. اكثر ما نفعني في حياتي, انه اصبت في الصغر بحادث و استمريت بالبيت لأكثر من سنه و منعني الطبيب من الخروج , فلم يكون امامي الا الكتب و الانترنت, فرب ضارة نافعه.
يقول الشاعر
” ما كل ما يتمناه المرء يدركهٌ , تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ “
وايضاً يقول الشاعر
“تجري الرياح كما تجري سفينتنا , نحن الرياح و نحن البحر و السفن
ان الذي يرتجي شيئاً بهمته , يلقاه لو حاربته الانس و الجن
فاقصد الى قمم الاشياء تدركها , تجري الرياح كما رادت لها السفن “
اما انت , فأختر ما اردت !!
أحسنت بارك الله فيك اخي محمد ووفقك
نتمنى ان تكون قدوة لاقرانك …
تحاتي لك